الفرق بين البروتين والكيراتين: أيهما أفضل لشعرك؟

❖ مقدمة

شعرك مش مجرد خيوط تنبت من جلد رأسك، هو امتداد لهويتك، ثقتك، وصورتك أمام العالم. وبينما تسعين لتحسينه وتجميله، تتداخل أمامك مصطلحات كثيرة مثل “البروتين” و”الكيراتين”، وكل مركز تجميل عنده رأي مختلف، وكل صديقة تنصحك بتجربة مغايرة. لكن السؤال الجوهري يبقى: هل البروتين أفضل لشعري، أم الكيراتين؟

للإجابة، لازم نفهم مش بس الفروقات السطحية، بل نتعمق في جوهر المادة وتأثيرها طويل المدى على صحة الشعر، وكيفية اختيار العلاج المناسب حسب نوعية الشعر، حالته، وتاريخه مع العلاجات السابقة.

❖ أولًا: التركيب الكيميائي والوظيفي للبروتين والكيراتين

▪ البروتين (Protein)

البروتين في عالم الشعر مش مجرد “مادة علاجية”، هو العمود الفقري للشعرة. الشعرة تتكون بنسبة تقارب 90-95% من البروتينات، وأهمها الكيراتين.

البروتينات هي سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية ترتبط بروابط ببتيدية. هذه السلاسل تتحكم في:

• مرونة الشعرة
• قدرتها على مقاومة التكسّر
• شكلها الخارجي (أملس، مموج، إلخ)
• كثافتها الطبيعية
• قابليتها للتمدد والانكماش

وهناك أنواع متعددة من البروتينات، لكل منها وظيفة خاصة ومكملة:

• البروتين البنيوي Structural: مسؤول عن صلابة ومتانة الشعرة
• البروتين الإنزيمي Enzymatic: يساعد في التفاعلات داخل الخلية الشعرية
• البروتين الحامل Transport: ينقل العناصر الغذائية داخل الشعرة

▪ الكيراتين (Keratin)

الكيراتين هو بروتين ليفي قوي وغير ذائب في الماء، وهو العنصر الأساسي في تكوين الشعر، الأظافر، والطبقة الخارجية من الجلد. بمعنى أدق: الكيراتين هو نوع من البروتين، لكن ليس كل بروتين هو كيراتين.

تركيبة الكيراتين تحتوي على نسبة عالية من الكبريت من خلال الأحماض الأمينية (السيستين)، ما يسمح بتكوين جسور ثاني كبريت قوية تُعرف بـDisulfide Bonds، وهذه الجسور هي التي تمنح الشعر شكله ومقاومته الطبيعية.

❖ ثانيًا: آلية عمل كل من البروتين والكيراتين على الشعر

✅ البروتين: علاج من الداخل للخارج

إذا كنتِ تعانين من تساقط مستمر، تقصف، شعر خفيف، فالبروتين يعالج من الجذور، يعيد بناء الشعرة، ويمنحها الدعم البنيوي. ويُعد البروتين مثاليًا للشعر المتضرر من الصبغات، الفرد، أو التعرض المفرط لأشعة الشمس.

✅ الكيراتين: علاج خارجي فعال

لو شعرك كثيف لكنه مجعد، متطاير، صعب التصفيف، فالكيراتين يشكل طبقة حماية تعطيه ملمسًا ناعمًا وتجعله أقل عرضة للجفاف أو النفشة. ولا يُستخدم الكيراتين عادة لتحفيز النمو، بل لجعل الشعر أكثر قابلية للتحكم والانسيابية.

❖ ثالثًا: أنواع البروتين والكيراتين في السوق

◾ أنواع البروتين:

1. بروتين الكولاجين: يعزز مرونة الشعر ويحافظ على ترطيبه.
2. بروتين القمح: يحتوي على خصائص ترميمية ممتازة للشعر الجاف والمتقصف.
3. بروتين الحرير: يمنح نعومة ولمعانًا فائقًا ويقلل من الكهرباء الساكنة.
4. البروتين الحيواني: مشتق من أنسجة حيوانية، يتميز بقدرته على اختراق الشعرة بعمق.
5. البروتين النباتي: مناسب للشعر الحساس، خفيف وأقل احتمالًا للتسبب بتحسس.
6. بروتين الكافيار: مخصص للشعر شديد التلف، غني بالأوميغا 3 والفيتامينات.

◾ أنواع الكيراتين:

1. الكيراتين البرازيلي: الأقوى من حيث الفرد، لكنه قد يحتوي على فورمالديهايد.
2. الكيراتين النباتي: مشتق من بروتينات نباتية، آمن ويعطي نتائج لطيفة.
3. الكيراتين العضوي: خالٍ من المواد الكيميائية القاسية، آمن للحامل والمرضعة.
4. الكيراتين الأمريكي: غالبًا يحتوي على تركيبات أقل ضررًا ولكن بفترة بقاء أقل.
5. الكيراتين الياباني: يجمع بين الكيراتين والتقنيات الحرارية للفرد الدائم.

❖ رابعًا: نتائج سريرية وتجارب واقعية

في دراسة نشرتها مجلة Dermatology and Therapy عام 2021: تم رصد تحسن بنسبة 72% في قوة الشعر ولمعانه بعد علاج بروتيني منتظم لمدة 3 أشهر.

وفي تجربة أخرى سريرية على الكيراتين: أظهر 85% من المشاركين انخفاضًا كبيرًا في تجعد الشعر وزيادة في الرطوبة واللمعان بعد أول جلستين.

قصص حقيقية:

• سارة، 29 سنة: “كنت أعاني من شعر هش، استخدمت البروتين، بعد شهرين صار شعري أقوى وأسمك.”
• مي، 34 سنة: “الكيراتين خلاني أوفر وقت في التصفيف. شعري صار أملس حتى بعد النوم.”
• آلاء، 41 سنة: “بعد 3 أطفال، حسيت شعري خسر كل حياته. جربت بروتين الكافيار، وصرت أحس إنه انتعش.”
• رنا، 25 سنة: “الكيراتين خلا شعري مثل المراية. بس لازم التزمي بروتين بعده كمان.”

❖ خامسًا: الأضرار الجانبية المحتملة

✘ أضرار البروتين:

• إذا استُخدم على شعر لا يحتاجه، يمكن أن يسبب جفافًا.
• بعض الأنواع التجارية الرخيصة تحتوي على مواد حافظة ضارة.
• قد يؤدي إلى ثقل في الشعر إذا لم يتم تنظيفه جيدًا بعد العلاج.

✘ أضرار الكيراتين:

• وجود الفورمالديهايد في بعض الأنواع قد يسبب تحسسًا، صداعًا أو حكة.
• يسبب ضعفًا إذا لم يُستخدم مع عناية لاحقة (ماسكات، شامبوهات خالية من الكبريتات).
• كثرة الاستخدام تؤدي إلى ضعف الجذور على المدى البعيد.

❖ سادسًا: كيف تعرفين ما الذي يحتاجه شعرك فعلًا؟

1. اختبري مسامية الشعر:
   • ضعي شعرة نظيفة في كوب ماء.
   • إذا غرقت بسرعة: شعرك عالي المسامية، يحتاج كيراتين.
   • إذا بقيت طافية: شعرك منخفض المسامية، يحتاج بروتين خفيف.
2. افحصي شعرك باللمس والنظر:
   • جاف، خشن، متقصف؟ → بروتين.
   • كثيف، مجعد، نافش؟ → كيراتين.
3. تاريخك العلاجي:
   • إذا سبق لكِ استخدام كيراتين، فقد يكون البروتين هو المرحلة التالية.
   • إذا كان شعرك مصبوغًا أو مفرودًا، يفضل البروتين لإعادة تغذية البصيلات.
4. نمط حياتك:
   • إذا كنتِ تسبحين كثيرًا: البروتين أفضل.
   • إذا كنتِ تحت أشعة الشمس لفترات طويلة: الكيراتين يوفر حماية خارجية.

❖ سابعًا: العناية بالشعر بعد العلاج

بعد جلسة بروتين أو كيراتين، شعرك مثل نبتة صغيرة… لازم ترعيها:

• استخدمي شامبو خالي من الكبريتات.
• لا تستخدمي الزيوت الثقيلة مباشرة.
• قومي بعمل ماسك أسبوعي مغذٍ.
• ابتعدي عن الماء المالح والمسابح.
• حاولي تقليل استخدام الحرارة المباشرة.
• قصي أطراف شعرك كل 6-8 أسابيع لتجديد الحيوية.
• نامي على وسادة من الحرير لتقليل الاحتكاك.

❖ ثامنًا: ما هو الأفضل إذًا؟ القرار النهائي

✨ التوصية:

• استخدمي البروتين إذا كان شعرك هشًا ويعاني من فقدان واضح في الكثافة أو التساقط.
• اختاري الكيراتين إذا كان شعرك كثيفًا ومجعدًا ويحتاج إلى انسيابية وتحكم.

وإذا كان شعرك لا يعاني من أي مشكلة حقيقية، فالأفضل تركه على طبيعته، وتوفير عناية دورية من خلال الزيوت الطبيعية والماسكات الخفيفة.

❖ خاتمة

في النهاية، شعرك مو موضة… هو عضوك الأنثوي الحي اللي يصرخ كل يوم برغبة في الراحة. سواء اخترتِ البروتين أو الكيراتين، الأهم إنك تختاري بعناية، بوعي، وباحترام لنوع شعرك وطبيعته. العناية الصحيحة بالشعر مش بس في المنتج اللي تختارينه، بل في كيفية استخدامه، وما يلي ذلك من اهتمام يومي وعاطفي.

واسمعي كلام شعرك… لأنه يعرف نفسه أكثر من أي مركز تجميل. وهو أصدق منك حين يتألم، وأجمل منك حين يتعافى.